كتب عضو الكنيسيت عوفر كاسيت أن إسرائيل تواصل توسيع هجومها العسكري على غزة وسط مجاعة معلنة، بينما يتزايد في الداخل تيار رافض للحرب. آلاف المتظاهرين احتشدوا في ميدان هبيما بتل أبيب مطالبين بوقف الحرب، رغم محاولات الشرطة منع المسيرة. بالنسبة لكثيرين، كان نزولهم إلى الشوارع واجباً إنسانياً بعد إعلان المجاعة في غزة وما كشفه من حجم الدمار والمعاناة.
أشار في مقال كتبه للجارديان إلى أن قرار الحكومة إعادة احتلال غزة ترافق مع إصدار 60 ألف أمر استدعاء جديد لجنود الاحتياط، ما يرفع العدد الإجمالي إلى 130 ألفاً في سبتمبر، وهو أعلى مستوى منذ اندلاع الحرب. لكن بجانب تضخم الجيش، ينمو أيضاً تيار "الرافضين" للخدمة العسكرية، الذين يعتبرون المشاركة في الحرب تواطؤاً مع جرائم الحكومة.
توسعت حركة الرفض في الأسابيع الأخيرة، مدفوعة بسخط شعبي من سياسات بنيامين نتنياهو. البعض يعلن رفضه علناً مثل شباب حركة "مسرفوت" ويتعرض للسجن المتكرر في معتقلات الجيش، بينما يرفض آخرون في صمت. منظمة "يش غفول" تؤكد أن أعداد هؤلاء الرافضين في تزايد مستمر. استطلاع للرأي نشرته صحيفة هآرتس كشف أن ثلث اليهود الإسرائيليين يرون أن رفض الخدمة ليس فقط مبرراً بل ضرورة لإنقاذ الرهائن من أخطار العملية العسكرية.
تتنوع دوافع الرافضين: من مقاومة الإبادة الجماعية والاعتراض الأخلاقي على جرائم الحرب، إلى معارضة الاحتلال بشكل عام أو الاعتراض على إعفاء المتدينين الحريديم من الخدمة. في إحدى المظاهرات، تحدثت إيلا كيدار جرينبرج، وهي رافضة ضمير سجنت في حبس انفرادي، مؤكدة أن رفضها كان وسيلة لعرقلة استمرار التدمير.
شهدت إسرائيل في الأشهر الأخيرة مزيداً من الاعتصامات والاحتجاجات ضد حكومة نتنياهو. آلاف العرب واليهود خرجوا معاً في مظاهرة السبت الماضي، حاملين صور الأطفال الجوعى والمقتولين في غزة، مطالبين بإطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين من الجانبين والتوصل إلى اتفاق سياسي يوقف الحرب.
ارتفعت شعارات "لن يتكرر أبداً" في التظاهرات. تعهد المتظاهرون بألا يسكتوا على قتل الأطفال وتجويع العائلات أو تدمير الأحياء والمستشفيات. كاسيف، وهو منحدر من عائلة يهودية بولندية نجت من الهولوكوست، أكد أن العبارة تحمل معنى عالمياً: "لن يتكرر أبداً" يجب أن تكون التزاماً أخلاقياً لمواجهة الجرائم الجماعية.
ذكّر الكاتب بأن العالم بعد الحرب العالمية الثانية تبنى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقية منع جريمة الإبادة، لكن الواقع الحالي في غزة يعكس انهيار هذا الوعد. المجاعة والدمار في القطاع يجعلان "لن يتكرر أبداً" أكثر من مجرد شعار أخلاقي، بل أمراً يستدعي الفعل.
انتقد كاسيف موقف بريطانيا الذي يصف الكارثة بأنها "من صنع الإنسان ويمكن تجنبها" بينما يواصل دعم حكومة نتنياهو. دعا رئيس الوزراء كير ستارمر إلى الاعتراف الفوري غير المشروط بدولة فلسطين، واعتبار نتنياهو مجرم حرب دولي، وفرض عقوبات على قادة الاستيطان مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.
أكد أن سكان غزة، الذين يواجهون الجوع والقصف، لا يملكون ترف انتظار المداولات في مكاتب الساسة. هم يصرخون من أجل الغذاء والماء والحياة. تجاهل هذه الصرخة يعني التواطؤ في جريمة إبادة مستمرة، وعلى القادة الغربيين التحرك لإنهائها.
https://www.theguardian.com/commentisfree/2025/aug/25/israel-protest-tel-aviv-army-war-gaza